بينما تستعد الدوريات الأوروبية لدخول مراحلها الحاسمة، تتأهب أندية أمريكا الجنوبية لبدء موسم جديد بعد عطلة سنوية مستحقة. وقد كثرت في الآونة الأخيرة حركة اللاعبين بين مختلف نوادي العالم، حيث شهدت سوق الإنتقالات نشاطاً مستمراً بين آخر أسابيع السنة الماضية وأول أيام العام الحالي.
وانقلكم كعادتي في جولة عالمية للتعرف على آخر مستجدات الأندية وأبرز انتداباتها.
يعد كل من أتلتيكو مدريد وليفربول من بين الأندية التي خيبت آمال جماهيرها العريضة بعد بداية متعثرة في مختلف منافسات الموسم الحالي، حيث يقبع الفريقان على التوالي في وسط ترتيب الدوري الأسباني والدوري الإنجليزي الممتاز متأخرين بأشواط طويلة عن أصحاب الصدارة ومطارديهم في المسابقتين معاً، ناهيك عن إقصائهما من مرحلة المجموعات في دوري أبطال أوروبا UEFA بعد أداء هزيل ونتائج سلبية من الأفضل نسيانها في أقرب وقت ممكن.
وفي خضم جرد الحصيلة الأولية لنتائج الموسم الحالي حتى يومنا هذا، أكمل الأرجنتيني ماكسي رودريجيز تفاصيل صفقة انتقاله من العاصمة الأسبانية إلى عرين آنفيلد رود، ولكن غيابه لن يترك أي فراغ في صفوف أتليتيكو الذي عمد مسؤولوه في سياسة الإنتدابات في الفترة الشتوية الحالية إلى التوفيق بين حماسة الشباب وخبرة اللاعبين المخضرمين، حيث جلب النادي المدريدي نجم التانجو الصاعد إيدواردو سالفيو (19 سنة) من نادي لانوس الفائز بلقب البطولة الافتتاحية للدوري الأرجنتيني سنة 2007، قبل أن ينضم إليه البرتغالي المحنك تياجو مينديز الذي لم يجد لنفسه موطئ قدم في تشكيلة يوفنتوس الإيطالي.
كما يعد التشيلي هومبيرتو سوازو أحد النجوم الذين سيشعلون فتيل التنافس على التفنن في هز الشباك خلال ما تبقى من مباريات الدوري الأسباني، حيث انتقل هداف تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم FIFA إلى صفوف نادي سرقسطة الذي يعاني الأمرين في قاع الترتيب. ويبدو أن خصوم النادي بدؤوا منذ الآن في إعداد العدة لإيجاد السبل الكفيلة بكبح جماح النجم التشيلي الذي سبق له أن تصدر قائمة هدافي الدوري في بلاده عندما كان يدافع عن ألوان عملاق العاصمة كولو-كولو، قبل أن يعيد الإنجاز نفسه في الدوري المكسيكي الممتاز رفقة نادي مونتيري.
هذا وقد استعان نادي إسبانيول بالأرجنتيني بابلو دانيال أوسفالدو الذي كان يلعب في نادي بولونيا الإيطالي، بينما ترك الإكوادوري فيليبيه كايسيدو نادي سبورتينج لشبونة البرتغالي ليرتمي في أحضان ملقة الأندلسي.
وبدوره، شد التشيلي خوان لوركا – خليفة سوازو في كولو-كولو- رحاله في اتجاه القارة العجوز، فبعدما تعود على احتلال المراكز الأولى في منافسات بلده الأم، سيجد الآن نفسه يصارع من أجل البقاء بين كبار الدوري الفرنسي عندما يخوض النصف الثاني من الموسم بقميص بولونييه، حيث سيشاركه في مهمة إنقاذ الفريق النجم الفرنسي أوليفييه كابو، الذي عاد إلى موطنه بعدما خاض تجربة احترافية في يوفنتوس وليفانتي وبيرمنجهام وويجان.
وسيتنافس أبناء الشمال مع نيس في سباق محموم من أجل تفادي النزول، علماً أن نادي الجنوب الشرقي استعان بدوره باثنين من النجوم السابقين الذين تركوا أثراً واضحاً في منافسات الدوري الفرنسي. فقد نجح في الإستفادة من خدمات المدافع الأرجنتيني ريناتو تشيفيلي، الذي سبق له أن لعب في صفوف مارسيليا، حيث عاد إلى الجنوب الفرنسي معاراً من نادي سان لورينزو، بينما يحل لاعب باريس سان جيرمان السابق ديدييه ديجار بعد تجربة قصيرة مع ميدلزبره.
ومن جانبه، سيسعى نادي تولوز إلى الإستفادة من خبرة كولين كازيم-ريتشاردز (الملقب بكازيم كازيم)، بعدما خاض تجربة احترافية في الدوري الإنجليزي الممتاز وأخرى في صفوف العملاق التركي فنربخشة. أما الكرواتي ديجان لوفرين، فيعد آخر لاعب يلتحق بركب الوافدين على الدوري الفرنسي، حيث استقدمه ليون من دينامو زغرب من أجل تعزيز خطه الدفاعي الذي ظهرت عليه بعض علامات الفتور في النصف الأول من الموسم الحالي.
أما في إيطاليا، فقد فضل نادي فيورونتينا تحصين خطه الأوسط بجلب الدولي الأرجنتيني ماريو بولاتي من بورتو البرتغالي، وهو الذي سجل الهدف التاريخي الذي منح التأهل لنجوم التانجو إلى نهائيات كأس العالم جنوب أفريقيا 2010 FIFA. وتعقد جماهير لافيولا كل آمالها على بولاتي في خلافة القائد المتمرس داريو داينيلي الذي شد رحاله إلى نادي جنوى، علماً أن هذا الأخير قد خسر خدمات مهاجمه الأرجنتيني لوسيانو فيجيروا الذي فضل العودة إلى بلاده لحمل قميص روزاريو سنترال. أما مواطنه ماكسي لوبيز، فقد ترك جريميو بورتو أليجري ليلتحق بصفوف كاتانيا الإيطالي، والذي يعول كثيراً على خبرته وتجربته التي اكتسبها مع النادي البرازيلي وأيضا مع برشلونة بعدما فاز معه بلقب دوري أبطال أوروبا قبل أربع سنوات.
وعلى ذكر تلك النسخة من أبرز مسابقة للأندية في القارة العجوز، فإن الدولي الإنجليزي سول كامبل (مسجل هدف أرسنال الوحيد في تلك المباراة النهائية التي حقق الفوز فيها العملاق الكاتالوني 2-1) سيسعى لتعويض إخفاق 2006 بإنجاز تاريخي غير مسبوق في نسخة هذا الموسم، حيث عاد إلى عرين المدفعجية بعد سنوات من الغياب. ومنذ رحيله عن قلعة أرسنال، لعب كامبل في صفوف بورتسموث ونوتس كاونتي، بل وبلغ به الأمر إلى حد اللعب في منافسات دوري الدرجة الرابعة أو حتى قضاء فترة طويلة دون الإنضمام إلى أي ناد. وبدوره، سيعود النجم المصري عمرو زكي إلى دائرة التنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث انتقل مجدداً من نادي الزمالك إلى هال سيتي على سبيل الإعارة بعدما سبق له أن سجل 11 هدفاً العام الماضي مع نادي ويجان. وقد كثر نشاط ويجان بشكل ملحوظ في سوق الإنتقالات الشتوية لهذا العام، حيث سمح للاعبه الهولندي دانيال دي ريدر بالإنضمام إلى هابويل تل أبيب الإسرائيلي، مما أفسح المجال في المقابل بالتعاقد مع الأسكتلندي جاري كالدويل الذي سيتم تعويضه في سلتيك بالنجم النرويجي الصاعد ثوماس روجن القادم من نادي ستابايك.
وفي المقابل، ستفتقد الملاعب الإنجليزية كلا من الأسترالي لوكاس نيل المنتقل حديثاً إلى جلطة سراي التركي بعد تجربة احترافية في إيفرتون، بينما ستشتاق جماهير بلاكبيرن روفرز إلى لمسات الجنوب أفريقي إيلريو فان هيردن الذي شد رحاله في اتجاه سيفاسبور. أما الأوكراني أندري فورونين، فقد انفصل عن نادي ليفربول ليحمل ألوان دينامو موسكو حيث من المنتظر أن يعوض النجم الروسي ألكسندر كيرزاكوف الذي عاد إلى قلعة زينيث سان بيترسبورج. ومن المتوقع أن يشتد الصراع بين الاثنين على لقب الهداف في غياب المهاجم البرازيلي فاجنر لوف، الذي أعاره سيسكا موسكو إلى نادي فلامينجو، بعدما أمضى ستة أشهر في عرين بالميراس.
وعلى صعيد آخر، سيجدد المكسيكي نيري كاستيلو العهد مع ملاعب الدوري اليوناني، حيث وقع عقداً للعب في صفوف نادي أوليمبياكوس قادماً إليه من دنيبرو بيتروفسك الأوكراني حيث أمضى فترة قصيرة معاراً من شاختار دونيتسك. وسيلتقي كاستيلو في ناديه الجديد بالنجم الأرجنتيني الواعد خيسوس داتولو الذي انتقل إلى العملاق الإغريقي على سبيل الإعارة بعد مغامرة متعثرة رفقة نجوم نابولي. أما زميله السابق في تشكيلة بوكا جونيورز، لياندرو جارسيان، فقد فضل الرحيل عن ناديه اليوناني أريس سالونيكا ليعود إلى دياره للدفاع عن ألوان إنديبندينتي. ومن جهته، أنهى المدافع جوناثان مايدانا مغامرته مع نادي ميتاليست خاركيف الأوكراني ليرتمي بين أحضان بانفيلد حامل لقب البطولة الافتتاحية للدوري الأرجنتيتي (الأبيرتورا) سنة 2009. وفي المقابل، عزز ريفر بلايت صفوفه بثنائي أوروجوياني متألق، حيث ضم عملاق بوينس آيرس الجريح المدافع الأيسر خوان مانويل دياز من إستوديانتيس ولاعب الوسط أليكسيس فيريرو من كولون.
وننهي جولتنا الخاصة بسوق الانتقالات الشتوية وسط دفء الملاعب الأفريقية، حيث وقع ميسي عقداً احترافياً للعب في نادي إنتر لواندا الأنجولي. وربما يكون عشاق نادي برشلونة قد ذهلوا لسماع هذا الخبر، لكن الأمر لا يتعلق هنا بالنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، الفائز بجائزة FIFA لأفضل لاعب في العالم سنة 2009، بل إن الخبر يهم لاعب وسط الملعب الكاميروني جورج بارفيه مبيدا ميسي، الذي سبق له أن لعب في أوليانينسي أحد أندية الدوري البرتغالي الممتاز.
موضوع: انتقالات كروية مثيرة في سوق الشتاء! 
السبت يناير 23, 2010 4:16 pm
